بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,وخاتم النبيين,ورحمة الله للعالمين ,سيدنا ومولانامحمد النبي الأمي الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين,وبعد...
أخواني الأفاضل، يسرّ الفقير أن يقدّم لكم بعضاً من لطائف هذه الآية العظيمة القدر، والتي يعتبرها الكثير من ساداتنا أنها أرجى آية في كتاب الله العزيز الحكيم، وحقيقة عذراً منكم فلن أتحدث عن تفسير الآية الظاهري ففي أقوال ...ساداتنا الأفاضل الكفاية، ولكن سنستعرض إشارات ولطائف الخطاب، وما خفي وراء تلك الأحرف النورانية.. فأقول والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل..
يقول تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)
ابتدأ الحقّ سبحانه هذه الآية بقوله: (قل) فكان أصل الخطاب لحبيبه صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلّم، وعندما يقول الحق: (قل) فهي رسالة يريد من رسوله صلي الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلم أن يبلّغها.. ولكن ليس من المنطق أن يكون جواب جملة القول هو: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)؛ لأنّه ليس بجائز أن يقول سيدنا رسول الله صلي الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلم للناس: "يا عبادي".. إذن فكان أصل الكلام هو: (قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم).. ولكن من حبه سبحانه لهم وتنزله إليهم وعنايته بهم أبى إلاّ أن يخاطبهم هو سبحانه بنفسه دون واسطة فقال: (يا عبادي).
وحقيقة أعجب من أولئك الذين يقولون إنّ الله جلّ وعلا أمر رسوله صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلّم أن يقول للناس: "يا عبادي"، أياّ كان نوع هذه العبادة، والحق سبحانه يقول: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)، وقال سبحانه عن سيدناالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ) وقال: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا)، فسيدنارسول الله صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلم كان يحب رتبة العبودية والتي مدحه الحق بها، وها هو صلي الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلم يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح عيسى بن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله)
وفي حديث آخر: (إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد)، اللهم صلّ على عبدك ونبيك ورسولك وحبيبك سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم..
ونعود للآية التي نحن بصددها، فياء النداء تسترعي الانتباه، وياء النداء تزيل الحواجز، فناداهم لأنه معهم ليس بعيداً عنهم، فأفادت قربه سبحانه منهم.. فلمّا بادءهم بالقرب نالوا بذلك البشرى منه سبحانه.. وذلك أنّ العاصي أو من يستشعر البعد والحرمان، يكون في ضيق من بعده وفي أسىً على حرمانه، فلمّا تأتيه نسمات القرب من الحق يشعر أنه ملك الدنيا بأسرها، لذا كان نداؤه سبحانه بشرى لهم بأنه منهم قريب..
وخطاب الحق لهم كرامة، فسبحانه خاطبهم بنفسه تنزلاً لهم، فهم بعدوا عنه يوم أن عصوه، وجفوه يوم أن نسوه، ومع ذلك كلّه فقد بادءهم بالمؤانسة وهو الجليل، وأتاهم بنفسه وهو ذو العزة والكبرياء، وأقبل عليهم لما يريده لهم من سعادة وفلاح، وكأنه يقول لهم أنه مع عصيانكم وكثرة أخطائكم في حقي وبعدكم عني فها أنا ذا أُقبل عليكم وعلى استعداد لأغفر لكم كل ما بدر منكم، فأنا الغفور الرحيم..
وسبحانه وتعالى من حبه لهم كان يمكن أن يقول: (قل للذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) ولكنه أبى إلى أن يتودّد إليهم فقال: (يا عبادي)، وهنا يتجلّى لنا سرّ لذيذ الخطاب الإلهي فجعلهم في مقام العبودية يدءاً.. وهذا المقام هو مقام نفيس جداً، حتى أنّ أكابر العارفين والصديّيقين إذا خاطبهم بـ (يا عبدي) تنخلع أفئدتهم فرحاً؛ وذلك أنه نسبهم إليه بحقيقتهم، فانظر كذلك لهذا الذي أسرف على نفسه واخطأ في حقّ ربه كيف أنّه سبحانه نسبه إليه بالعبودية وكأنه يقول له: أنت لي مع أنك أخطأت وأسرفت.. سبحان الله ما أجله!!..
وفي هذه الكلمة (عبادي) معانٍ أخرى، فكما أنها تفيد التنزّل والنسبة فهي تفيد كذلك العتاب الرقيق، فكأنه يخبرهم أنكم عبادي فكيف تعصوني، ولو عصيتموني فلأنكم عبادي فكان عليكم أن ترجوني، ولو لم ترجوني فلأنكم عبادي فسأقبلكم على ما بدر منكم وذلك إن لم تقنطوا من رحمتي..
وهناك لطيفة أخرى في هذا الخطاب الإلهي العذب وهي من اللطائف البديعة في كتابه، فإنه سبحانه ابتدأ الخطاب بقوله: (يا عبادي) وذلك ليلتفتوا إليه جميعاً، فكلّهم عباده.. وأهل الله إذا ما سمعوه يقول: (عبادي) هرعوا إليه مسرعين؛ لأنهم يتلذذون لمجرّد خطابه لهم وحديثه لهم؛ لهذا فقد امتدح أسماعهم في القرآن فقال: (فبشر عباد (.) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).. وذلك لأنه يريدهم جميعاً أن يسمعوا خطابه فلا يستثني من عباده أحداً، فعند ذلك يختصّ الفئة التي يريد أن يبلغها هذا الأمر على الخصوص، ولكنّه خطاب للكلّ لأنّه حتى أولي القرب هم مشمولين في الخطاب (ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)، فسبحانه ما أرحمه وما أجلّه..
ثم نأتي الآن إلى قوله سبحانه: (الذين أسرفوا على أنفسهم)، وهو سبحانه قد أتى باسم الصلة (الذين) وصلاً لهم.. ولن نتظرّق كثيراً في كل كلمة، ولكن كما قيل: "خير الكلام ما قلّ ودلّ"..
فالحقّ سبحانه الآن يتحدّث عن الذين أسرفوا على أنفسهم، ولاحظ أنه سبحانه لم يقل: الذين أخطأوا في حقه أو أذنبوا معه، ولكن قال: (أسرفوا على أنفسهم)، أي أنهم أخطأوا في حقّ أنفسهم، وذلك القول إيناس لهم؛ لأنّ الإسراف على النفس يدخل فيه الصالحون والطالحون، فالصالح يسرف على نفسه بمجاهدتها في الطاعة، وغيره يسرف على نفسه بالذنوب، ومن هنا لم يكن في تودده للعباد حرج عليهم..
وسبحانه قد أتى بقوله: (أسرفوا) وذلك من الكثرة والمبالغة، وكأنه يخبرهم أنهم مهما فعلوا وأكثروا في ذلك، فهو سبحانه لا يعظم بجناب رحمته ذنب..
وفي قوله: (على أنفسهم) فائدتان، الأولى أنه سبحانه يخبرهم أنّ طاعتهم أو عصيانهم لا يؤثر إلاّ على نفوسهم، وأنه سبحانه لا يتضررّ بمعصية أحد، ولا يستفيد بطاعته.. والثانية أنّه أشار إلى أنّ نفوسهم جزء منهم وهي مسئولة منهم، وأنّ تلك النفوس ملك لهم بإذنه سبحانه وأمانة لديهم (قد أفلح من زكاها (.) وقد خاب من دساها)، وكأنّ خطأهم هو في حقّ ما ائتمنوا عليه، وأنّهم متى ما رجعوا إلى مولاهم أصلح لهم نفوسهم..
يقول الله تعالى: (لا تقنطوا من رحمة الله)، وهنا تأتي جملة القول التي أُمر سيدنا رسول الله صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلّم أن يبلّغها للناس، وجاءت هذه الجملة متأخرة والله سبحانه هو المقدّم والمؤخر، فكأنه يقول: (قل: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).. ومن هنا لم يقل: (رحمتي) لأنّ هذه الجملة في الآية هي من جملة القول التي سيبلّغها المصطفى صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلّم للناس وبذلك تكون بقيّة الآية لا متشابه فيها لأنها كما أسلفنا كان المُخاطِب بها هو الرسول الكريم صلى الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلّم..
ونأتي إلى لطيفة جميلة في هذه الآية الكريمة، وهي أنّ الحقّ سبحانه دعانا إلى رجاء رحمته وعدم القنوط منها، وكأنه يقول أنّ هذا هو الأصل في مغفرة الذنوب جميعاً، فإنه من أتى ربه بالرجاء كان الله له أرجى، ومن أتاه بالقرب كان الله له أقرب، ومجرّد علمك برحمة الله ورجائك لها لهو أفضل من كثرة استغفار دون يقين ودون أمل، وفي الحديث (لا يموتنّ أحدكم إلاّ وهو يحسن الظنّ بالله)، وحسبنا الحديث القدسي الذي يقول ربّ العزة فيه: (أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ بي ما شاء)، فحسن الظن والرجاء الحسن في الله من أفضل الأعمال..
وحسبك أنّ الله سبحانه قد جعل القنوط من رحمته هو سبيل أهل الضلال فقال: (ومن يقنط من رحمة ربه إلاّ الضالون) فطوبى لمن عمل مع الرجاء، واستقبله الخوف عند الذنب، فمن كان بين خوف ورجاء اهتدى إلى سبيل الصواب..
ونأتي الآن إلى لطيفة الاسم الأعظم (الله) في قوله: (رحمة الله)، والاسم الأعظم دائماً هو الاسم الجامع لجميع الأسماء الإلهية، ومن هنا كانت جميع الأسماء الإلهية بتجلياتها المختلفة مصحوبة بالرحمة، فحتى تجليات الجلال تصاحبها الرحمة، وتجليات الجمال كذلك تملؤها الرحمة، وهذا أبلغ في اطمئنان العبد الذي أسرف على نفسه، فإنّ الله سبحانه سيقابله بالرحمة في جميع الأحوال.. ولهذا كانت (رحمة الله) هي الرحمة الشاملة التي صاحبت جميع التجليات، وما بالك بالرحمة التي أضيفت إلى اسمه الأعظم، فإنها بذلك تنال شرف الإطلاق، فتكون رحمةً مطلقة لا نهاية لها، فسبحان الله كيف أتى بالخطاب القرآني محكماً بليغاً (كتابٌ أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير)..
وقد بيّن المولى سبحانه هذه الرحمة التي دعاهم أن لا يقنطوا منها بقوله: (إن الله يغفر الذنوب جميعاً)، وهنا تأكيد من الله سبحانه على شموليّة المغفرة، وأتى باسمه الأعظم لبيان الرتبة العليا والسلطان الأحكم، فلم يقل: (إنه يغفر الذنوب جميعاً)، لأنّ حضوره هنا في الآية يفيد التنزّل مع الجلال، والعفو مع القدرة، وقبول وإقبال، وحظوة عند الكبير المتعال..
فقد أتى باسمه حاضراً ليس بغائب، حتى يخبر أنّه بنفسه يُقبل على عبده، وإذا أقبل على عبده إقبال المحبّ فلا يبقى مع ذلك ذنب.. وهذه إشارة إلى كلّ سالك أن يُقبل على الله بالرجاء والإنابة حتى يُقبل الله عليه بالرحمة والقبول..
وإثبات فعل الغفران بقوله: (يغفر الذنوب جميعاً) هو لفت انتباهٍ لهم بأنه أهل التقوى وأهل المغفرة، وهو من يعفو عن عباده ويتجاوز عن سيئاتهم، وكأنهم لم يكن عليهم ذنب..
ويُستثنى من ذلك الشرك، يقول تعالى: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)؛ وذلك لأنّ الشرك قدح في الملة ودمار للعقيدة، وذلك أن الذنوب والمعاصي هي عدم طاعة الأمر أو ارتكاب للنهي، ولكن الشرك هو عدم اعتراف بوحدانية الحق؛ لذا فقد سمّاه ظلماً (إن الشرك لظلم عظيم)..
ولاحظ بعد ذلك كيف ختم هذه الآية ببلاغة الحكيم القدير فقال: (إنه هو الغفور الرحيم)، فاستتارٌ بعد ظهور.. واعجبي يا مولاي كيف رتبتَ المعاني فكان ترتيبك للعقول إعجازاً!!
فبعد أن ظهر في قوله: (إن الله يغفر الذنوب جميعاً) فكان اسمه الجامع لغفران جميع الذنوب كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها/ أولها وآخرها، قديمها وحديثها، أتى في الجملة التالية مستتراً بقوله: (إنه هو الغفور الرحيم)، وهنا يعلمنا أدب الأكابر، فهم إذا صفحوا وغفروا استتروا حتى لا يُشعروا من أمامهم بذلته وقت المنة عليه بالمغفرة والصفح فالعبد يكون حينها في قمة خجله وحيائه.. سبحانك سيدي غفرتَ لعبدك وهو مذنب عاصٍ مسرف على نفسه، فجعلته بمغفرتك له عزيزاً، فلك الحمد ولك المنة يا كريم..
ولاحظ أنه أكّد استتاره كما أكّد ظهوره، وذلك لفائدتين، الأولى أنه أكّد أنه غفور رحيم إن ظهر لك وإن غاب عنك، والثانية أنه أفاد غيبة الذنب عنك إذا وجدت الغفور الرحيم.. فالمذنب إذا ما غفر الله ذنبه ما عاد يتذكره، لأنه يكون قد مُحي من صحيفته..
وحسبنا هذا في تفسير الآية ولا نريد الإطالة، وأسأل الله العلي القدير أن يكون قد وفقنا لما فيه النقع والصلاح والفائدة، وهو الهادي إلى سواء السبيل..وصلي اللهم وسلم وزذ وبارك وتحنن وتكرم علي أشرف خلقك,وسيد أنبيائك,وخاتم رسلك,سيدنا ومولانا محمد,النبي الأمي الأمين,وعلي آله وصحبه أجمعين... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الثلاثاء 20 يوليو 2021, 8:36 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» مناظرة بين العقل والعلم
الثلاثاء 20 يوليو 2021, 8:35 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» المحبة عروس النفوس
الثلاثاء 20 يوليو 2021, 8:33 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 245( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )25-8-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:32 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 244( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )18-8-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:27 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 243(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ )11-8-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:24 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 242( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ )4-8-2047
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:22 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 241( فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )28-7-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:19 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 240( وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )21-7-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:18 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان
» 239( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ )14-7-2017
الثلاثاء 13 يوليو 2021, 2:16 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان